مدونة الحب والوفاء لزايد الخير

كان لاهتمامي الشديد بعمارة المساجد أثر بالغ في كتابة ورسم تلك المدونة وإن كان المقربون مني يدركون مدى إعجابي بشخصية الشيخ زايد رحمه الله ودوره النهضوي وبخاصة في مجال الزراعة حين استطاع أن يحول صحراء بلاده إلى جنان خضراء تسر الناظرين ..
وفي أحد الأيام كنت على موعد لزيارة مسجده الكبير في إمارة (أبوظبي) وعند وصولي مع صاحبي إلى مشارف المدينة لمحت من بعيد قباب المسجد البيضاء وكيف لمعت في عز الظهيرة فأوقفت من يقلني مشكورا إلى ذلك المكان لأخذ الصور فصاح صاحبي ألا تنتظر قليلا لنصل إلى المسجد وتأخذ صورك كما تشاء ,لم يكن يعلم ما يدور في خلدي فلقد قررت أن أرسم مسجد الشيخ زايد من زوايا وأبعاد عدة كي تستطيع ريشة الألوان أن ترسم جماله بأبهى صورة ممكنة.
وصلنا إلى المسجد وقمت بتصويره من جوانب مختلفة أخذت مني وقتا جعل صاحبي يكل ويمل من الانتظار فأغلقت الكاميرا وأخبرته بأنني عازم على رسم المسجد ,فقال ولم لا ترسم الشيخ وتكتب عنه؟؟ فقلت نعم الرأي فليكن المشروع " زايد ومسجده الكبير" .آمل أن أكون قد وفقت في رسم الشيخ " زايد" رحمه الله في مختلف مراحل حياته الطويلة ورسمت معالم مسجده الجميل , سائلا الله القبول والتوفيق
أخوكم /علي حسين الجاسم

الثلاثاء، 26 يناير 2010

زايد الحبيب


ولد عام 1918م في قلعة الحصن ، وهو الابن الرابع للشيخ سلطان بن زايد بن خليفة الذي كان ترتيبه الرابع عشر في سلسلة حكام آل نهيان ، وقد سمي على اسم جده الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان الذي حكم إمارة أبوظبي منذ العام 1855 إلى عام 1909.


عاش الشيخ زايد طفولته في قصر الحصن الكائن حاليا في قلب العاصمة أبوظبي ، وبدأ حياته التعليمية بالقرآن الكريم ، وفي السنة السابعة من عمره كان يجلس في مجلس والده الشيخ سلطان الذي اشتهر بالسماحة والكياسة ، وكان الطفل زايد يلقط ويتعلم من مجلس أبيه ، فتعلم الأمور السياسية والحوار السياسي ، وكان يردد ما يقوله أبوه الشيخ سلطان .وتعلم ايضا الكثير من والدته الشيخة " سلامة " ابنة كبير القبيسات .



تولى الشيخ زايد حكم العين عام 1946 ولم تكن ندرة الماء والمال وقلة الإمكانيات حجر عثرة أمام تطوير مدينة العين, وبفضل توجيهاته فقد افتتحت في عام 1959 أول مدرسة بالعين حملت اسم المدرسة النهيانية كما تم إنشاء أول سوق تجارية وشبكة طرق ومشفى طبي ،ولعل أبرز ما تحقق في تلك الفترة الصعبة من تاريخ مدينة العين القرار الذي أصدره صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والقاضي بإعادة النظر في ملكية المياه وجعلها على ندرتها متوفرة للجميع بالإضافة إلى تسخيرها لزيادة المساحات الزراعية.


في عام 1948م قام الرحالة البريطاني " تسيجر " بزيارة المنطقة ، وعندما سمع كثيرا عن الشيخ زايد أثناء طوافه في الربع الخالي ، جاء إلى قلعة المويجعي لمقابلته ، ويقول تسيجر " إن زايدا قوي البنية ، ويبلغ من العمر ثلاثين عاما ، له لحية بنية اللون ، ووجهه ينم عن ذكاء ، وقوة شخصية ، وله عينان حادتان ، ويبدو هادئا ، ولكنه قوي الشخصية ، ويلبس لباسا عمانيا بسيطا ، ويتمنطق بخنجر ، وبندقيته دوما إلى جانبه على الرمال لا تفارقه ، ولقد كنت مشتاقا لرؤية زايد لما يتمتع به من شهرة لدى البدو ، فهم يحبونه لأنه بسيط معهم وودود ، وهم يحترمون شخصيته وذكاءه وقوته البدنية ، وهم يرددون باعتزاز ( زايد رجل بدوي لأنه يعرف الكثير عن الجمال ، كما يجيد ركوب الخيل مثل واحد منا ، كما أنه يطلق النار بمهارة ، ويعرف كيف يقاتل ) .

كان يقول :" إن الإنسان هو أساس أية عملية حضارية.. اهتمامنا بالإنسان ضروري لأنه محور كل تقدم حقيقي مستمر مهما أقمنا من مباني ومنشآت ومدارس ومستشفيات ..ومهما مددنا من جسور وأقمنا من زينات فإن ذلك كله يظل كياناً مادياً لا روح فيه .. وغير قادر على الاستمرار إن روح كل ذلك الإنسان. الإنسان القادر بفكره ،القادر بفنه وإمكانياته على صيانة كل هذه المنشآت والتقدم بها والنمو معها ."

كان يوصي دوما أبناء شعبه بالبعد عن التكبر ،لأنه مؤمن بأن " الكبير والعظيم لا يصغره ولا يضعفه أن يتواضع ويحترم الناس أكثر مما يحترمونه ."


كان للشيخ زايد نظرته البعيدة الثاقبة فاقت نظرات الخبراء والمهندسين فكان يتطلع نحو الدولة العصرية التي تعتمد على نفسها في كل شيء وبالتأكيد فإن أول ما تتطلع له أي دولة هو تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي لشعبها ولو حتى وصل الحد إلى توفير جزء من هذا الاكتفاء أو إيجاد مصادر دخل جديدة للدولة والمواطن بدلاً من الاعتماد كلياً على ثروة النفط التي لن تدوم طويلاً ! وبالفعل تحقق ما كان يخطط له الشيخ الكبير زايد حين حول صحراء بلاده الى جنان خضراء تسر الناظرين .


صنع مع الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم دولة الإمارات العربية المتحدة فقد بدأت اتحادا بين إماراتيهما أبو ظبي ودبي، على أن يدعوا باقي حكام الإمارات لهذه الوحدة، فلبوهم في 2 ديسمبر من 1971.


اشتهرت مقولة الشيخ زايد التي أطلقها عام 1973 في حرب أكتوبرمع الكيان الإسرائيلي حين قال: النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي. وبادر بقطع النفط عن دول العالم. مما شكل ضغطا فاعلا على القرار الدولي بالنسبة لهذه الحرب.


كان لدى الشيخ زايد و الشيخ جابر الاحمد الصباح رحمهما الله توجه وحدوي بدأ بفكرة إنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية و تحقق ذلك في 25 مايو 1981م في أبوظبي بالإمارات العربية المتحدة.


من أقواله المأثورة :" إن نجاح المسيرة الاتحادية بدولة الإمارات كان حافزاً لبلورة فكرة قيام مجلس التعاون ..لقد وضعنا في دولة الإمارات تجربتنا الاتحادية كنموذج حي لجميع الأخوة في منطقة الخليج وتطلعنا بعد ذلك إلى الاتحاد الأكبر بين الأشقاء في المنطقة فجاء تجاوب إخواننا بتوجهاتنا الاتحادية بمثابة دور نور على نور لتحقيق آمال وطموحات شعوبنا بقيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية ."


كان يقول رحمه الله : " علينا أن نعرف أن الدين الإسلامي هو الأساس.. فالإسلام عندما جاء للعرب ونحن منهم كان عندنا عادات وتقاليد وقد صحح الإسلام الكثير من هذه العادات ومنها عادات الجاهلية السيئة .. والحمد لله أن النبي صلى الله عليه وسلم رفع الإسلام والمسلمين بأمر من الخالق إلى مستوى عال وعلينا أن نحافظ على ذلك .. وإنني أوصيكم بالتمسك بالدين والعلم."."



يشير الدكتور رياض الأمير، عضو فريق منظمة الأمم المتحدة للثقافة والتعليم (اليونسكو) لتطوير التعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة خلال ثمانينات القرن الماضي،إلى أنه كان له شرف المساهمة في تنفيذ أكبر وأول مشروع رائد للأبنية المدرسية في منطقة الخليج، والثاني في دولة الإمارات العربية خلال الثمانينات من القرن الماضي، وبين إلى أنه في ظل قيادة الشيخ زايد حققت دولة الإمارات نهضة عمرانية هائلة خلال فترة زمنية قياسية، تضمنت إنشاء أول جامعة في الإمارات في مدينة العين، والتي استقطبت فيما بعد الكثير من رواد العلم والمعرفة العلماء والمختصين العرب والأجانب.


وجه المرحوم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ببناء هذا المسجد في العام 1996 ليكون صرحا إسلاميا يرسخ ويعمق الثقافة الإسلامية ومفاهيمها وقيمها الدينية السمحة ومركزا لعلوم الدين الإسلامي.


توفي الشيخ زايد في 2 نوفمبر 2004 ليخلفه ابنه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيساً لدولة الإمارات وحاكماً لإمارة أبوظبي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق